عقد اللقاء التشاوري لمجلس أمناء ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار والمنسقية العامة لشبكة الأمان للسلم الأهلي اجتماعا في "مؤسسة المرجع فضل الله" في حارة حريك حارة حريك جرى خلاله التداول في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، بدعوة من السيد علي فضل الله.
وأبدى فضل الله، خلال اللقاء، "خشيته من تصاعد الخطاب الطائفي والمذهبي والحاد في المرحلة المقبلة بين الأطراف السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات وقد نشهد توتيرا هنا وتوتيرا وهناك هدفه شد العصب لدى جمهور هذه الأطراف المتصارعة لذلك مسؤوليتنا كبيرة في العمل لتحصين هذه الساحة ومنع وصول نار الفتن إليها. وأكد أنه لا يمكن بناء دولة عندما يوظف الخطاب السياسي المفردات الطائفية والمذهبية لتحقيق مصالحه حتى لو أدى ذلك إلى هز استقرار الوطن؟".
وأشار إلى أن "لا مستقبل لهذا الوطن إذا استمرّت ذهنيّة إثارة الغرائز والمشاعر للاستقطاب ولتعزيز الموقع، فالعيش المشترك لا يبنى إلا بذهنيّةٍ منفتحةٍ على تطلّعات اللبنانيين جميعاً ومصالحهم.. إننا نريد الذهنية التي تحمل الخطاب الوطني.. خطاب المشروع والبرنامج.. خطاب الإنجازات.. والذي على أساسه تتم محاسبة القوى السياسية وقياداتها"، موضحاً "أننا نرى أننا كلبنانيين أولا وكشخصيات دينية واجتماعية وفكرية وثقافية وكفاعليات ذات تأثير مسؤولون قبل كل شيء عن حماية مجتمعنا وتحصينه في مواجهة أي عنف وفي رفض العودة لمنطق الحرب الداخلية مهما كان الاستنفار السياسي ولأي مستوى وصل الاحتقان الداخلي..
وشدد فضل الله، على "أن الخطاب الديني مسؤول عن تعبئة الناس روحيا وسلوكيا قبل تعبئتهم بأي شيء آخر نحن محكومون بخطاب المحبة والرحمة على مختلف المستويات ولا ينبغي أن يكون الخطاب الديني صدى للخطاب السياسي المنطلق من المواقف السياسية والحزبية والطائفية والشخصية وما إلى ذلك. نحن مسؤولون أمام الله قبل كل شيء عن منع الانزلاق إلى أي فتنة داخلية وهذه هي مسؤوليتنا الشرعية والوطنية والأخلاقية والإنسانية وعلينا أن نفتح قلوب اللبنانيين بعضهم على بعض قبل الانتخابات وبعدها وأن نحرص على حماية مجتمعنا أمنيا واجتماعيا ومعيشيا وتربويا وعلى مختلف المستويات".